أنا عبد العاطي السبع، باش شاويش درجة اولي في سجن طرة.... ده كان لحد الاسبوع اللي فات بس.... أني دلوقت شاويش في نجطة مركز كفر البطاماس... أني حاجولكم حكايتي و انتم أحكموا يا باشاوات...
أني من مواليد البحيرة سنة ما الريس اللي فات ما اتجتل... ايوة السادات الله يرحمه لما جتلوه العيال بتوع جماعات الكفار دول يلا ربنا يغفرلهم ... أنا سمعت ان الواد الكوماندة بتاعهم انعدم الله يرحمه راخر... المهم ابويا كان فلاح غلبان أوجري شغال باليومية... كنت انا التالت بعد اخويا براهيم و اخويا محمدين و بعدييه اختي فاطنة الله يرحمها ماتت بالسرطام من كام سنة... ماطوولش عليكم يا باشاوات ... ابويا كان نفسه يعلمنا و يدخلنا الجامعة بس الأيد اصيرة و العين بصيرة.. دخلنا الكتاب و من بعده بعتنا المدرسة اني كملت لحد رابعة ابتدائي اصلي كنت لعبي حبتين و التعليم مكنش كيفي اصلي كان نفسي ابقي ظابط زي الريس اللي انجتل كان الله يرحمه هيبة و جيمة ما كنتش اعرف انني لازم أتعلم لجل ماكون ظابط بس محمدين اخويا جالي علي موضوع العسكرية ده اصل محمدين كمل علامه و خد الابتدائية انما أنا و براهيم فنزلنا الغيط مع أبونا من بدري ... اه و علي فكرة فاطنة كانت اذكانا و كان نفسها تبقي دكتورة لجل تعالج عيال البلد الغلابة لجل تخفف عليهم زي ما كان الدكتور بطرس بيعمل لاهل بلدنا الله يجدس روحه كان دكتور سكرة عمره ما جفل بابه أصاد حد من البلد و عياله زيه تمام بس يا خسارة مهماش دكاترة زيه... فكرة العسكرية كانت تمام حلبس عسكري و امسك مدفع رشاش و احمي اهلي و اهل بلدنا من الجتلة و اللصوص... فدخلت الشرطة و بجيت عسكري و أمي زغرطت و ملت الدنيا زغاريد. يوم ما دخلت عليها بالميري ... كنت فاكر انني حخدم في بلدنا لكن لا العسكرية معناها انك تخدم مطرح ما يجرروا انك تخدم ... انني من حظي ودوني مصر و خدمت في معسكر كبير جوي جوي ... و كل يوم طوابير و صف و الذي منه بس بصراحة اكل أمي كان اجدع ... اسخم حاجة كانت لما يطلعونا و يوجفونا فوج الكوبري من جبل الفجر لحد المغربية ... بس علمونا اننا منشربش مية يومها والا تبجي مصيبة لو الواحد انحصر ... و علي الكوبري بجا مفيش يا ابن بلدي... فكنت بجول لنفسي كأني في رمضان و أصوم يومها... بس انجهرت لما عرفت اننا واجفين الوجفة الوسخة دي علشان الباشا الكبير جوي .. اكبر باشا في البلد ... لا مش الريس... ده الباشا ابنه الكبير... كان رايح لامؤخذة حفلة تبع الحزب الوتني بتاع الباشا ابوه... اموت واعرف بتاع ايه الحزب ده و بيعملوا فيه ايه... المهم فضلت علي الحال ده حوالي سنتين لما نافوخي ساح من الوجفة في الشمس و الشتا مرة للباشا و مرة للست والدته اللي بيقولوا انها خوجاية ... ازاي خوجاية تحكم البلد؟؟ سبحان الله... ما علينا يا باشوات ... اكمل الحكاية... كان في لواء كبير في المعسكر بجيت أنا المراسلة تبعه... مشاوير و شاي و جهوة بصراحة كان باشا كبير جوي ... بس يا ويل اللي يزعله... مرة الواد المراسلة زميلي سعفان زعله و عينك ما تشوف الا النور ... الواد اتسحل يا عين امه... كل الباشوات اتسلوا علي جفاه زي حرامية البولغ في جامع بلدنا... و اتنجل من معسكرنا معرفش علي فين... العبد لله مشي زي جضيب الجطر لا يمين ولا شمال ... كله تمام يا باشا ... اوامرك يا باشا... و الباشا جرر يرجيني فركبلي شريطة و بجيت شاويش مش مجرد نفر.
و اتنجلت مباحث و دي كان اوسخ ايام عيشتي من يوم ما اتولدت... عمري ما كنت اعرف ان البلد كلها مجرمين يا باشاوات... دحنا مكانش يعدي يوم غير و شدين يجي ٥٠ ولا ١٠٠ نفر و الباشوات الظباط كانت تسليتهم التلطيش للمتهمين عاطل علي باطل... و ساعات كنت اسمع الباشا بيتكلم في التلافون مع واحد بيجوله يا دكتور و بعد المكالمة اللي فيها بيسلط الباشا بتاعنا علي حد مزعله و كنا بنشده من بيته و بتبجي ليلة سودة علينا و علي المتهم... نعد نلطش و نجرفه طول اليل لحد ما الباشا يصرفه... كانت بتبقي ليلة غم لحنا فاهمين بنضربه ليه و لا هو فاهم بينضرب ليه و يجعد يسألنا ليه بتضربوني و إحنا نجوله اوامر يا متهم لحد ما واحد منهم صعب عليا فوجفت الضرب و الباشا شافني فدور الضرب عليا أني كمان و أنا اسأله ليه ولا يرد شلاليط و خلاص تاني يوم اتنجلت السجون مش مسجون لَا ... شاويش محترم و هنا كانت أيامي هنا... الشغل خفيف مفيش ضرب و لا إباحة... كان فيه مسجون اسمه سمير ابن حلال كان مدرس اصلا و كان من حدا بلدنا بس مش بلدنا لكن بلد جنب بلدنا و ابتدأ يعلمني بس في السر.. لحد ما بجيت اقرأ الجرنان كله لوحدي... ربنا يكرمه راجل جدع... و ابتديت اجرا جرايد المعارضة و فهمت ايه اللي بيحصل في البلد و يا نهارنا كوبية ده بلدنا اتنهبت و فاطنة اختي ماتت بسبب الكيماوي اللي ابويا كان بياخده من الجمعية و يرش بيه الزرعة ما أنا جريت انه بيسبب السرطام... و الباشا اللي كان بيمر علي الكوبري كان ناوي يورث البلد بعد ما الباشا الكبير يموت ... و الباشا اللي كان بيخلينا نضرب الناس طلع ان الدكتور اللي بيكلمه و يسلطه علي الخلق ده مستوظف كبير في الحزب بتاع الباشا الريس... و كنت اجول سبحان الله بكرة ربنا يخلص البلد منهم و يريحنا إحنا كمان...
في يوم سمعت انه جامت ثورة و حصل لبش في البلد كلها و جاريت وجتها وجتها في الجرايد انه الشعب هاج و خلع الريس و ان الجيش معملش حاجة لحد ما الموضوع سخن و بانت ديته و ان الريس راحت عليه و بعدين قال انه مع الثورة.... كام يوم كده و لقيت السجن بيتوضب و بيتلمع زي ما كان بيحصل لما الباشا مدير السجون حيمر... لكن المرة دي طلع انه جايلنا مساجين باشاوات... اشي اللي اسمه زهير و اللي اسمه صفوت وواحد بتاع مجلس الشعب اسمه سرور وواحد بيجولوا غني جوي جوي فلوسه توكل البلد كلها لحمة طول العمر اسمه عز باشا....و يوم جالنا الباشا اللي الظباط كلهم و الباشوات كلهم بيعظموله تخية عسكرية حتي و هو بالبدلة الزرجة بتاعة المجرمين عندنا في السجن... و في يوم جالنا الباشا ابن الريس و خوه الباشا التاني اللي ابنه مات من كام سنة الله يرحمه... و اتجمعوا الباشوات كلهم عندنا بس في الناحية النضيفة من السجن اللي دهنوها ووضبوها قبل وصولهم كأنهم كانوا عارفين انهم جايين و عايزيين يريحوهم... المسجون بلدياتي الاستاذ سمير وعاني و فهمني اللي حصل و بيحصل... المهم الجماعة دول كانوا مش مساجين خالص ولا علي بالهم انهم عندنا في السجن ... الباشا المأمور بيهزر و يتسامر معاهم و بيعظم للعادلي باشا و اكل من برة و فرش و مراتب و هدوم و زوار وحاجة هنا ... عمري ماشفت مسجون تاني عايش كدة... ده حتي عيشتهم كانت احسن من عيشتي في البلد و حتي من عيشتي دلوقت.... لا و ايه الريس ابوه (الباشا الكبير جوي خالص) اللي كان وأكلها في عبه بينه عيان بس ايه بيتعالج بيقولوا في مشتشفي غالي و فخم اوي و دكاترة من برة و من جوة تقلش بيكرموه... و أنا ابويا الفلاح الغلبان مات عيان عدمان من غير حتي ما نلاقي حلاق صحة يبص عليه ... بصراحة دمي حمي في عروجي... و لجيت نفسي باصرخ و اجول بعلو صوتي.... «يا حرامية، يا جتلة، حرام عليكم خربتوا البلد» يجوموا ينجلوني !!!؟ ليه!!؟؟؟ هما مش مسجونين علشان حرامية برضك و عشان جتلوا الناس الغلابة!!؟؟؟ ولا مسجونين نزاهة!؟؟؟ أني غلط في ايه بس يا باشاوات... أنا غلط في ايه؟؟؟ حد يجوللي....
الحدوتة دي كانت في خيالي اه... بس مش هلوسة.
توقيع:
المهلوس