ناس فهمت الانسحاب علي إنه تخلي عن مبدأ أو موقف....
وناس فهمته على إنه مناورة سياسية .....
و ناس بتخمن انه تفادياً للفشل في الإنتخابات ودة برضه فرضية... أو تنجيم .....
وناس شايفة إنه خذلهم....في دي بالذات انا شايف العكس على طول الخط... مش لأني مؤيد للبرادعي ودة صحيح.... بس أنا مش مؤيد أعمى... أنا بحاول علي قد عقلي اني أفكر واحلل وأقارن ولا اتبع الا ما أراه يتفق مع أفكاري و معتقداتي ... المهم مش أنا الموضوع... نرجع للبرادعي ...
أنا بقى مش شايف الكلام ده، ولكم أن تعترضوا أو توافقوني...
أنا فهمت الانسحاب علي إنه تمسك بمبدأ وموقف ثابت و فكر بدأ من قبل الثورة بعامين وهو فكر التغيير الذي لابد أن يشمل النظام وليس فقط رموز النظام (وحتى تغيير الرموز لم يحدث بصورة كاملة وانما بصورة هزلية مخزية)....
وأنا مش شايف إنه مناورة سياسية طبقا للبعض ...المناورة السياسية لابد أن ينتج عنها مكسب سياسي قريب أو بعيد... وهذا ما لا أراه في هذا الموقف... فالمكسب الوحيد من الانسحاب هو مكسب ثوري وشعبي وليس مكسب سياسي مرتبط بشخص أو كيان سياسي وانما البرادعي حول كل مكسب من هذا الإنسحاب إلى مكسب للشعب عن طريق الدعوة الي إستمرار الثورة حتي تكتمل و يصبح التغيير شاملا للنظام و رموزه و ذيوله...
اما موضوع الخذلان دة بقى فهو حاجة شخصية وفي رأيي نوع من التواكل وحالة من لوم الغير لمجرد تبرئة النفس من الاحساس بالتخاذل.... الرجل جاء بفكر وإرادة شخصية في التغيير... جاء في وقت تلاقت فيه ارادته مع إرادة العديد من مثقفي المجتمع فالتفوا حوله علي الرغم انه لم يدع القيادة و الزعامة و لكنه دائما و دوما يعلن ان التغيير سيكون بالشباب و ليس به هو و بذاته.... و قد يكون فكره هو احد محركات الثورة و لكنه فكر توحد مع فكر العديد من المصريين سواء من مؤيدي البرادعي او غير مؤيدي البرادعي و حتي بعض كارهي البرادعي (موضوع الكره ده حدوتة تانية) المهم ليه بقي يكون البرادعي هو المتخاذل الذي خذلكم و هو لم يدع في يوم انه سيقودكم الي الجنة ... انتم من نصبتوه في خيالكم علي انه المنقذ و المخلص... و لا ذنب له في ذلك... الرجل نادي بالديمقراطية و اعلن ترشحه علي امل ان تقام انتخابات نزيهة في جو ديمقراطي و قد يكسب الانتخابات و قد يخسرها ... مكنش مغسل و ضامن جنة يعني....(ولو كان خسرها كان حيبقي خذلكم برضه؟) انما الواقع اللي كلنا عشناه في الشهور الماضية بدأ من يوم التنحي و حتي تاريخ كتابة هذه المدونة يؤكد ان النظام السابق مازال حالي و الديمقراطية مازلت حلم و فكرة التغيير مازالت فكرة و لذلك وجد انه لا يمكن ان يلعب دور في المسرحية الهزلية المعروضة حاليا و قرر يخرج عن النص...و يكمل الثورة... بس خلاص... انت زعلان دي بقي مشكلتك... لكن لا تلومه هو.
الخلاصة انه بعد قراءة البيان و مشاهدة فيديو اعلان الانسحاب و قراءه الكثير علي فيسبوك و الاكثر علي تويتر و مشاهدة اكثر من برنامج تلفزيوني يناقش القرار و بعد ما استوعبت القرار و فكرت في مضمونه تأكدت انه مش انسحاب بل علي العكس تاكدت انه انطلاقة جديدة لانقاذ ثورة شعبية تتعرض لمحاولات اغتيال شبه يومية.... اطلاق لشرارة جديدة لشعلة الحرية ... مين بقي اللي حيمسك الشعلة و يجري بيها؟ البرادعي قال الثورة حتستمر و تنجح بالشباب و بالشعب ... يعني مش هو اللي حيجري بيها لوحده و ينجحها لوحده علشان محدش يقول خذلني و مجريش.
توقيع:
علي حسني