لأول مرة اتأكد و اقتنع ان الواحد لازم يخطط خطط طويلة الامد او الاجل او المدي او ذات بعد زمني و ليس فقط للوقت الحالي و بكدة يضمن النجاح... ايه اللي انا بقوله ده؟ ولا حاجة انا بأقر و اعترف بذكاء مبارك و نظامه... و كلنا لازم نقف احتراما و تبجيلا لعبقريته الفذة...
ايه الهبل اللي انا بقوله ده؟
والله اللي اهبل هو اللي مش شايف الحقيقة ... الحقيقة ان مبارك خطط و نفذ و بارك .... استااااااااذ استفاد .... لحد دلوقت.
مش حاتكلم علي خطط الفساد سياسي او فساد مالي او فساد عائلي او استغلال نفوذ او استغلال سلطات او السماح و التواطئ مع الحاشية الفاسدة و المستفيدة و المرتشية .... لا... لا.... ابدا.
اللي انا اقصده هو الجهل او كما احب ان اتفلسف و اسميها بثقافة الجهل... بمعني ان مبارك عمل بهمة و نشاط يشكر عليهم وخلق اجيال و اجيال و اجيال من افراد شعب جاهل (٣٠ سنة بقي من الشغل الجاد و المتفاني) و يتفاوت مستوي الجهل ما بين امية تامة يعني يجهل القراءة و الكتابة و حتي جاهل بقرآنه و دينه و ما بين جاهل معاه شهادة ثانوية و برضه ميعرفش الألف من كوز الدرة و الاسخم هو الجاهل اللي اتخرج من الجامعة وكل اللي خرج بيه منها عبارة عن شهادة جامعية يعلقها في حمام بيتهم انما الادل (معرفشي يعني ايه ادل .. بس هما بيقولوها كدة: اسخم و ادل) ماعلينا، الادل بقي هو الجاهل الجهول اللي بيدرس بجهله لجيل جديد واعد متوعد يشع جهل و حاجة تشرف كدة... تشرف مين؟ مبارك طبعا... مبارك اكتشف بذكائه الفطري او يمكن ذكاء مراته ان :
شعب جاهل = حياة رئاسية سعيدة و لا نهائية.
و الخطة كانت واضحة و محددة و للاسف سهلة التنفيذ و الادل (تاني) انها خطة ناجحة بل و مؤكدة النجاح.
ادلة نجاح الخطة عديدة .... مصر حاليا هي الاولي في الجهل و عن جدارة، احنا اجهل خلق الله في المواضيع التالية:
- حقوقنا
- واجباتنا
- ديننا
- السياسة
- اسلوب الحوار
- اسلوب الاختلاف
- اسلوب الخناق (والله حتي ده كمان)
- الادب
- الاخلاق
- العلوم
- الفن
- كل حاجة تانية... كله كله....
و نتيجة جهلنا في كل ما سبق تفوقنا حتي علي نفسنا و اصبحنا الرواد ايضا في المواضيع التالية:
- الرشوة
- الكذب
- النفاق
- الغش
- الفساد بكل انواعه
- الخنوع
- المذلة
- و كل حاجة تانية خايبة و تكسف و تعر
و اهم ما في الموضوع اننا اخطر حاجة بنعملها اننا بنلوم الجاهل لما بيخطئ و عمرنا ما بنلوم اللي حرم الجاهل فرصة المعرفة و خلاه يخطئ ... الجاهل دايما بيغلط و ده رد فعل .... انما فاعل الفعل و اللي منع و حرم و حجب المعرفة ولا بنقوله حاجة و لو قولنا بتبقي بكسوف لأننا حتي جاهلين بأسلوب محاسبة من يسلبنا حقوقنا ... نجهل كيف ندافع عن حقوقنا... نجهل كيف نطالب بحقوقنا...
لحد يوم ٢٥ يناير... يوم ما مجموعة شباب زي الورد و اجمل من اخرجت مصر من كنوز خرجوا للشوارع و قامت الثورة... الثورة قام بيها شباب اجدع منه مفيش... شجاع ووطني حتي النخاع و لأنه هو الضحية ... فهو برضه جاهل... عرف يعمل الثورة و معرفش ينجحها... ناس كتير بتلوم الثوار علي الوضع الحالي و ده ظلم بين و غبن واضح لأن الثوار قاموا بواجبهم في حدود امكانيتهم... الوضع الحالي لمصر هو بسبب الجهل و نتاج الخطة التجهيلية المباركية و هو الجاني و المستفيد من جريمة التجهيل... و الشعب المصري كله الضحية.
الثورة ركبها بعد كدة ناس تانية مابين سياسيين و متشيخيين و مفكريين كل دول ركبوا علي الثورة و برضه مش عارفين ينجحوها بالرغم ان فيهم دكاترة جامعة و شيوخ دين بدقون و سياسيين محنكيين تولوا مناصب حساسة و بدل و كرافتات و جلاليب و عبايات و في الاخر برضه جهلة واجهل من ابو جهل بذات نفسه... الخلاصة لأني زهقت، لابد من محاربة الجهل... ايوة الجهل مش الجهلة و ساعتها ووقتها مش حنلاقي حد بيصوت عمياني للي بدقن و مش حنلاقي اللي بيعلم علي العلامة الخضرا لنصرة الدين، مش حنلاقي ناس مصدقة ان عسكري خدم عشرات السنين مع مبارك ممكن يكون انسان شريف، مش حنلاقي ناس بتؤيد واحد لمجرد ان شكله ابن ناس و ذوق و شياكة (مع انه مبيغيرش البلوفر) و مش حنلاقي ناس بتنزل الشارع للدفاع عن من يكذب عليهم علنا لمجرد انه حافظ القرأن، مش حنلاقي حد بيسمع كلام قائد او مرشد بدون مناقشة خوفا من الاقصاء لاعتقاده ان ده حيحرمه من الجنة، مش حنلاقي ناس بتصدق الكلام المرسوم و المزوق بدون التدقيق في معاني الكلام ومصدقة كلام الاغنية الشعبية.... انما وقتها ووقتها بس حنلاقي شعب واعي و فاهم و غير منقاد و انما رأيه من دماغه و قراره من دماغه و مبني عن معرفة... معرفة حقوقه و قبلها واجباته نحو بلده و اهله و قبل كل حاجة واجباته نحو نفسه.... عيش، حرية، عدالة اجتماعية.
توقيع: علي حسني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق